الأربعاء، 8 يونيو 2011

الاسرار الخاصة فى حياة احمد عز

" "


احمد.. الرجل الأول طوال السنوات العشر الأخيرة في حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حالة سياسية لا يمكن تجاهلها أو الحديث عنها من «بعيد لبعيد» فالرجل الذي احتل صدارة المشهد السياسي خلال السنوات الماضية لم يكن مجرد «بيزنس مان» عادي يمتلك المليارات وبإشارة من إصبعه الأصغر يجعل الأذرع ترتفع بالموافقة أو تحط أرضا بعدم الرضا، أسطورة سياسية ومالية بكل ما تحمله الكلمة من معني، غير أن النشاط السياسي والاقتصادي لم يكونا المجال الوحيد الذي مارس فيه «عز» سياسة الاحتكار والرغبة في الحصول علي الجزء الاكبر من «الكعكعة» ـ إن لم يكن كلها ـ فحياته الشخصية هي الأخري كانت سيناريو جديدا يؤكد رغبته الدائمة في «التكويش» علي كل شيء مهما كلفه هذا الأمر، والمثير أن حياته تلك لم تكن بها زوجة واحدة وإنما ثلاث زوجات تنوعن ما بين المال والسلطة والجمال والشهرة أيضا.


خديجة أحمد كامل ياسين والزوجة الأولي لعز، و ابنة نقيب الأشراف الراحل «أحمد كامل ياسين» وقد كانت هذه الزوجة جواز مرور «عز» للحصول علي نسب الأشراف بشهادة نسب شكك في صحتها البعض من داخل البيت الصوفي ذاته، وقد وصف عدد كبير من السياسين تلك الزيجة بأنها محاولة من «عز» لتزويج ماله بالمهابة العائلية والمكانة المرموقة التي تتمتع بها قبيلة «الأشراف» سواء علي المستوي الداخلي أو الدولي.


التشكيك في شهاة النسب للأشراف لم يتوقف عند حد الهمس والغمز واللمز لكن تطور الأمر لما هو أبعد من ذلك فقد اكد المحامي نبيه الوحش أنه استغل زواجه من السيدة خديجة ابنة السيد أحمد كامل ياسين نقيب الأشراف، وقام بشراء 44 ألف فدان من أراضي الأشراف التي تديرها النقابة بتراب الفلوس ثم قام ببيعها علي الفور بملايين الجنيهات، وكانت هذه الأموال هي رأسمال شركة الجوهرة للسيراميك، وقد أنجب عز من خديجة ابنته الكبري  عفاف التي حصلت علي شهادة في الاقتصاد من انجلترا وكان موقف خديجة مساندا له في بداية حياته داخل عالم «البيزنس».


الجدير بالذكر أن علاقة كريمة شيخ الأشراف الراحل بزوجها لم يعكر صفوها الزيجتان الثانيتان لعز فقد وقفت لجواره في أزمته الأخيرة وهي تتولي الاتصال بالمحامين الذين يدافعون عنه، بل وحضرت الجلسة التي حضرها عز للنظر في قرار التحفظ علي أمواله وأموال أولاده، وهي الجلسة التي أهين فيها علي الملأ رغم أنها لا تتحدث كثيرا في وسائل الإعلام.


وبعد موقفها المؤيد له ترددت الأخبار عن اختفاء خديجة خارج البلاد خلال أحداث ثورة 25 يناير، وذلك بعد عدم تمكن الرقابة الإدارية من إعلانها مرتين للحضور إلي مقر جهاز الكسب غير المشروع للتحقيق معها، لمعرفة ما إذا كانت ممتلكاتها قد حصلت عليها نتيجة استغلال نفوذ زوجها أم لا، مثلما حدث وحقق الجهاز مع زوجتيه الثانية والثالثة عبلة فوزي وشاهيناز النجار رغم أن جهاز الكسب غير المشروع برئاسة المستشار عاصم الجوهري، مساعد وزير العدل، قام بإرسال خطاب إلي مصلحة الجوازات والهجرة للتأكد من هروبها إلي الخارج من عدمه، وكان من المفترض أن تمثل خديجة أمام هيئة الفحص والتحقيق إلا أنها غابت، مما دفع جهاز الكسب غير المشروع إلي التنبيه عليها للحضور، وهو ما لم يحدث أيضا وبعد ذلك حيث أفادت مصلحة الجوازات والهجرة أن خديجة كامل الزوجة الاولي لأحمد عز قد غادرت البلاد خلال الأيام الماضية وابنتيها وبذلك سوف يتعذر التحقيق معها وأنه تم إبلاغ وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات بشأنها.


وكان جهاز الكسب غير المشروع قد خاطب اللواء محمد وهبة مدير مصلحة الجوازات لارسال شهادة تحركات خاصة بخديجة كامل زوجة أحمد عز وذلك لعدم حضورها ومثولها أمام الجهاز.


أما الزوجة الثانية لامبراطور «الحديد» المحبوس فهي عبلة عمر فوزي،الذي يقال إنها كانت سكرتيرته الخاصة، وأنجبت منه ابنه الذي سماه أحمد علي اسمه، ولم يظهر في أي مناسبة من المناسبات العامة إلا مناسبة واحدة، وهي عزاء والد أحمد عز، فقد كان الولد إلي جوار أبيه وهو يتلقي العزاء في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين، وكان الولد يكاد يكون نسخة بالكربون من والده، عبلة هي الاخري اختارت البقاء في معسكر الدفاع عن زوجها و دافعت عنه بكل ما تملك.


في جلسة خاصة عبلة جمعتها مع أصدقاء خلال الأيام الماضية قالت إن أحمد عز طلب من الرئيس مبارك يوم 25 يناير الماضي وقبل أن تنفجر الأحداث بهذا الشكل أن يعلن وفورا أنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة، وجري اتصال رباعي فيما يشبه المؤتمر التليفوني بين أربعة هم الرئيس مبارك وجمال مبارك وزكريا عزمي وأحمد عز، وتمت مناقشة الأمر من جميع جوانبه، وأعاد رأيه مرة أخري، وهو أن يعلن مبارك أنه لن يرشح نفسه من جديد، وأنه سيسلم الراية لآخرين يختارهم الحزب.


لم يكن تحرك زكريا عزمي السريع ضد أحمد عز غريبا، فقد كانت بينهما خلافات كبيرة وكثيرة، لكنها لم تظهر للعلن، ولم يحاول أحدهما أن يقوم بتصفية الآخر، فعزمي كان محميا بمبارك الأب، وعز كان محميا بمبارك الابن، ولذلك لم يصل الصدام بينهما إلي العلن، لكن عندما وجد عزمي أن الفرصة سانحة أمامه، لم يتردد في تصفية عز، وقد وافقه مبارك علي ذلك علي الفور.


ظل أحمد عز علي صلة بجمال مبارك حتي قبل دخوله السجن بلحظات، لم تنقطع الاتصالات التليفونية بينهما، وألح عز علي جمال أن يقنع والده أن إنقاذ الجميع في يديه، قال له لابد أن يمشي ويترك السلطة، لكن يبدو أن عجلة الأحداث دارت بأسرع مما يتوقع الجميع.


وفي محاولة للدفاع عن زوجها تحدثت عبلة عن سوء المعاملة التي يلقاها في سجن طرة الآن، قالت إنها تعبت حتي تزوره في السجن، وإنه يمنع من دخول الحمام في كثير من الأوقات، وإنها أدخلت له ملاءات سرير وبطاطين بالعافية، وهو كلام يمكن أن يكون عاطفيا جدا، خاصة أن هناك من خرج من السجن وأكد أن أحمد عز ورفاقه في سجن طره تتم معاملتهم معاملة خاصة جداً.


وكان موقف عبلة واضح من ثروة أحمد عز حيث سلمت جهاز الكسب غير المشروع حافظة مستندات تحوي ما تمتلكه من أرصدة بالبنوك وعقارات خاصة بها وتضمنت هذه المستندات أن جميع هذه العقارات خاصة بها وحصلت عليها عن طريق والدها من ميراثها الشرعي وأثبتت ذلك من خلال المستندات وأنها لم تحصل علي أي أموال من زوجها أحمد عز ولم يقم بكتابة أي من الشقق والفيلات باسمها باستثناء شقة بالقاهرة وشاليه بالساحل الشمالي.


أما الزوجة الثالثة فهي شاهيناز النجار (مواليد 9 أكتوبر 1969)، التي حصلت علي ليسانس آداب في علم النفس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم سافرت إلي أميركا لدراسة الطب، وأكملت دراستها بجامعة القاهرة التي تخرجت فيها قبل بضعة أعوام، وتدير مجموعة بواخر وفندق النبيلة بحي المهندسين بالقاهرة و كانت أصغر نائبة في مجلس الشعب المصري. فازت في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة المنيل كمستقلة. وكانت أمين صندوق لجنة الثقافة والاعلام والسياحة بمجلس الشعب السابق. وهي طبيبة ورثت عن والدها ثروة طائلة تشمل فندقاً وشركات سياحة.


خاضت الانتخابات البرلمانية عن دائرة المنيل إحدي الدوائر الساخنة بالقاهرة برغم حداثة سنها التي لم تتجاوز 36 سنة (وقتها)، وخبرتها المحدودة بالعمل السياسي، إلا أنها لم تخش منافسة 26 مرشحاً لها في الدائرة، بينهم 14 مرشحاً علي مقعد الفئات الذي رشحت نفسها عليه.


تزوجها أحمد عز في 2007 وقدم لها شبكة عبارة عن خاتم من الماس قيمته تبلغ نحو مليون جنيه، كما كتب مبلغاً مالياً ضخماً كمؤخر، وتم عقد القران قبيل شهر رمضان وقتها، حيث تقدم عز لخطوبة الدكتورة شاهيناز النجار إلي خالتها وزوج خالتها: نظراً لوفاة والدها ووالدتها منذ فترة طويلة. وقدمت شاهيناز استقالتها من مجلس الشعب قبل الزواج بالفعل حيث كانت شرطه الأول والأساسي، وقد هوجم أحمد عز، ليس بسبب الزواج ولكن بسبب أنه منع زوجته في الاستمرار في البرلمان، وقيل وقتها إن الحزب الوطني الذي يسعي إلي تمكين المرأة بتوجيهات واضحة من سوزان مبارك، يسبح أمينه العام ضد التيار ويطلب من زوجته أن تجلس في البيت كانت موافقة شاهيناز النجار علي الزواج من أحمد عز غريبة جدا، فقد تنازلت عن طيب خاطر عن مكسبها السياسي الأكبر، وهو عضوية مجلس الشعب، لكن هناك من أكد أن شاهيناز، كانت تعرف ما الذي تفعله وما الذي تريده بالضبط، فهي اليوم تتنازل عن عضوية مجلس الشعب، مقابل أن تحصل علي ما هو أكبر وأهم، فأحمد عز رجل بلا طموح، وقد يكون الرجل الثاني في المستقبل، بل ليس بعيدا أن يكون الرجل الأول، وإذا كانت النائبة وسيدة الأعمال تتنازل عن عضوية مجلس الشعب، فإنها يمكن أن تصبح في يوم من الأيام السيدة الأولي في مصر.. يمكن أن تنكر شاهيناز النجار ذلك جملة وتفصيلا، لكن طبيعة الأمور والطبيعة البشرية تجلعنا نؤكد أنها حتما فكرت في ذلك.. ولو من باب الأحلام.. والأحلام حتي لو وصلت إلي أقصاها فهي أحلام مشروعة.


وقد أثبت عز في وثيقة زواجه من شاهيناز النجار أنه ليس علي ذمته أي زوجات أخري، البعض اعتبر الأمر فضيحة وأن عز أخفي زوجاته الأخريات، لكن قد يكون عز صادقا بالفعل، فهناك من يؤكد أنه طلق زوجاته السابقات، وعندما تزوج شاهيناز لم تكن هناك أي امرأة علي ذمته رغم أن قرار التحفظ علي أمواله والذي صدر من النائب العام يشير إلي أنه لا يزال يحمل علي ذمته زوجاته الثلاث خديجة وعبلة وشاهيناز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها