الأربعاء، 16 مارس 2011

خطاب من مصطفى بكرى إلي سيادة المشير.. هل سيد مشعل فوق القانون؟

" "
أكتب إليك هذا الخطاب، وأنا أعرف جيدًا، مدي تمسكك بالحق، ورفضك لكثير من ممارسات النظام السابق، حتي بدا الأمر في السنوات الأخيرة وكأنك في حالة يأس وإحباط مما يجري، لقد أعلنت رأيك داخل مجلس الوزراء، وللأصدقاء، وكنت دائمًا تقول إنك تريد أن تمضي بعيدًا عن هذه الزمرة الفاسدة، أعرف دورك جيدًا، وقد كتبت عن موقفك يوم أن اعترضت علي بيع بنك القاهرة، واتهمت الحكومة في هذا الوقت بأنهم يتعمدون بيع مصر للأجانب، وأنك تحذر من هذا الخطر وتحذر من غضبة الشعب.
ويوم أن اندلعت الثورة، كنت الحارس الأمين عليها، رفضت اطلاق الرصاص علي المتظاهرين، بل وتحديت الرئيس السابق في ظل حكمه للبلاد، عندما قالت قواتنا المسلحة في العديد من بياناتها 'إنها تتفهم المطالب المشروعة للمتظاهرين' ويوم الزحف إلي القصر الرئاسي، كان موقف الجيش واضحًا، وتمت حماية الثورة والثوار إلي أن أجبرت الرئيس الراحل علي التنحي.
لقد أردت بهذه المقدمة أن أخاطب فيك شعورك الوطني ورفضك للفساد والإفساد، من هنا اسمح لي سيادة المشير أن أنقل إليك تساؤلات الكثيرين داخل المصانع الحربية وخارجها، حول أسباب الإصرار علي الإبقاء علي د.سيد مشعل وزيرًا في الحكومة الجديدة، رغم كافة الاعتراضات؟!
لقد نشرت صحيفة 'المصري اليوم' خبرًا يقول: إن المجلس العسكري يتمسك بسيد مشعل وزير دولة للإنتاج الحربي بحكومة د.عصام شرف، ورغم أننا نعرف أن هناك كثيرين داخل الصف الحكومي يعترضون علي بقاء سيد مشعل، إلا أن الأمر يبقي مثيرًا للدهشة والاستغراب.
لقد أكدتم منذ بداية الثورة أنكم لن تتدخلوا لحماية أحد وأنكم تتفهمون مطالب المصريين، بل وافقتم علي قبول استقالة الفريق أحمد شفيق من منصبه وكذلك وزراء آخرين، ولكن بقي سيد مشعل وكأنه يتحدي الجميع، وهو ما طرح علامات استفهام كبيرة في الشارع المصري عن سر قوة سيد مشعل في المؤسسة العسكرية.
والأمر الأكثر غرابة يا سيادة المشير أنني تقدمت ببلاغ إلي النائب العام حول إهدار سيد مشعل للمال العام وتضخم ثروته التي وصلت إلي حدود 2 مليار جنيه علي الأقل وتمت إحالة البلاغ إلي نيابة أمن الدولة العليا وتم التحقيق معي علي مدي عدة ساعات وقدمت حافظة مستندات موثقة تؤكد إهداره للمال العام وكان بلاغي متضمنًا سبعة اتهامات موجهة إليه كان آخرها جمع سبائك ضخمة من الذهب من رؤساء مجالس إدارات المصانع الحربية تقدم إليه مرتين في العام الأولي في عيد رأس السنة الميلادية والثانية في عيد ميلاده الميمون، وانتظرت وانتظر الرأي العام، وعرفت بعد ذلك أن بلاغي وبلاغًا آخر من أحد الأشخاص يتهمه فيه بغسيل الأموال قد تم تحويلهما إلي النيابة العسكرية ورغم مرور ما يقارب الشهر علي البلاغين، إلا أننا لم نسمع خبرًا واحدًا ولم نسمع عن إجراء محدد اتخذته النيابة العسكرية حتي الآن.
لقد أشاع الوزير سيد مشعل في كل مكان أنه لم يكن يرغب في الاستمرار إلا أن المجلس العسكري مارس الضغوط عليه كي يستمر لأنهم في حاجة إليه، ورغم معرفتي بأن الأمر غير صحيح، وأنه هو الذي لجأ وراح يقدم الرجاءات للإبقاء عليه خوفًا من تعرضه للملاحقة القضائية إلا أنه راح يردد في كل مكان أن المجلس العسكري هو الذي طلب منه بإلحاح القبول بالمنصب.
يا سيادة المشير .. لقد كان سيد مشعل يفخر دائمًا بأن اختياره وزيرًا في الحكومة السابقة كان بقرار من الرئيس مبارك وليس قرارًا من أحد آخر، ذكر ذلك في مجلة الأهرام الاقتصاي قبيل انتخابات مجلس الشعب، وكان دائمًا المقرب من جمال وعلاء، يوفر لهما كافة التسهيلات حتي أصبحت صلته بعائلة الرئيس السابق تثير علامات الاستفهام، وكان دائمًا يقول إنه الوزير الأقوي في مصر، فلماذا يبقي والرئيس السابق قد رحل عن السلطة؟ ولماذا سيد مشعل تحديدًا رغم الرفض العارم له في الشارع المصري وبين عمال المصانع الحربية؟
إنني يا سيادة المشير أطلب من سيادتكم أن تسأل عن حكاية المبيدات المسرطنة التي دخلت مصر، وعن سر العلاقة بين سيد مشعل وحسن المير عضو مجلس الشعب السابق عن محافظة الدقهلية، وهي علاقات فيها الكثير الذي يستوجب المساءلة، أتمني أن يصدر تكليف من سيادتك للأجهزة المعنية عن المزارع والأموال والقصور والأراضي، بل أطلب من سيد مشعل أن يقدم إلي سيادتك إقرار الذمة المالية له وللسيدة حرمه ولابنتيه قبل وبعد دخول الوزارة.
يا سيادة المشير، لقد حملت روحك علي كفك، وانحزت إلي ثورة الشعب المصري، لأنك ابن أصيل لهذا الوطن، لا تملك سوي شرفك العسكري، ولا تعتز بجاه أو مال أو سلطة، وإنما بدورك البطولي في معركة المزرعة الصينية في حرب أكتوبر 1973، فلماذا الإبقاء علي سيد مشعل .. وما هو مصير البلاغات التي تقدمنا بها؟!
لقد أشاع سيد مشعل وسط بعض أصدقائه أنه حصل علي وعد بعدم تحريك القضايا، بل زعم ان مصطفي بكري سيكون هدفًا للمجلس العسكري في الفترة القادمة، ورغم أنني أدرك ان هذه مجرد أكاذيب يرددها، إلا انني أعود لأتساءل ماذا عندما يقول إن أحدًا لن يستطيع الاقتراب منه وإنه باق في الوزارة ولن يتزحزح عنها، وإن مبارك يمكن أن يحاكم ويسجن، أما هو فسيبقي حرًا طليقًا دون المساس به؟!
انني أثق يا سيادة المشير، بأنك لن تسكت عن الحق، ولن تقبل بأن يسيء أحد إلي الثوب الناصع لقواتنا المسلحة، ولذلك ينتظر المصريون جميعًا قرارك الحكيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها