السبت، 1 يناير 2011

إدانات عربية ودولية واسعة لـ"اعتداء الإسكندرية".. ومبارك يتعهد بمعاقبة المجرمين

" "
البيان الصادر عن مجمع كهنة الإسكندرية والمجلس الملي بالإسكندرية الذي يرأسه البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الآرثوذوكس، "نحن وإذ نستنكر هذا الحادث المؤسف الذي يهدد وطننا وأمن وأمان مواطنيه... يجدر بالذكر أنه قد حدثت أحداث مؤسفة في نفس الكنيسة منذ أربع سنوات، أسفرت عن شهيد وعدة إصابات، وقد قرر مجلس الشعب آنذاك تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذا الحادث، لكنها لم تزر الكنيسة حتى يومنا هذا".


وأكد بيان الكنيسة أن حصيلة القتلى وصلت 20 قتيلاً غير الأِشلاء البشرية التي لم يتم التعرف عليها بعد، والتي قد تكون لحوالي 4 أو 5 أشخاص آخرين.


هذا وقد تناثرت الدماء والأشلاء البشرية على ارتفاع حوالي 3 طوابق على واجهة الكنيسة من شدة الانفجار، الذي خلف أيضاً 80 مصاباً يتلقون العلاج وحروقهم بالغة، وأدى أيضاً إلى تلفيات بالعديد من السيارات بالشارع وداخل الكنيسة وتلفيات متنوعة في أبنية الكنيسة وملحقاتها.
جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشورى


وفي أول رد فعل رسمي لمجلس الشعب المصري "البرلمان" على الحادث، كلف رئيس البرلمان د. فتحي سرور لجنة الدفاع والأمن القومي بالتعاون مع لجنتي حقوق الإنسان والشؤون الدينية بتفقد موقع الحادث، وتقصي الحقائق والاستماع لما حدث من قبل الأهالي والعمل علي تهدئتهم، والتأكيد على أن العمل لم يكن يستهدف إلا مصر نفسها بجميع أطيافها.


كما تقرر عقد جلسة مشتركة عاجلة صباح غد الأحد لمجلسي الشعب والشورى يرأسها د. سرور لمناقشة الحادث وبحث أبعاده وملابساته، للوقوف على سبل التصدي لمحاولات زعزعه الأمن القومي للبلاد.


وأشار اللواء أمين راضي، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب، لـ"العربية.نت" أن اللجنة المشكلة من المجلس في طريقها الآن لموقع الحادث لاستقصاء الأمر ومقابلة أهالي الضحايا وزيارة المصابين للتأكد من توفير سبل الدعم لهم، في حين أكد المستشار محمد الدكروري أمين القيم بالحزب الوطني أن الحادث مفزع وأليم، وأنه لم ينل فقط من الأقباط إنما من جميع المصريين.
دار الإفتاء تدين


من جهتها، دانت دار الإفتاء العملية الإرهابية. وقال د. علي جمعة مفتى مصر في بيان "إن ذلك العمل الإجرامي هو عمل إرهابي مذموم"، مؤكداً أنه "غير طائفي، وأن الإسلام والمسلمين منه براء"، مشدداً على "أن هذا الفعل الشنيع غير المسؤول لا يمكن أن يصدر عن مسلم يعلم حقيقة الإسلام وما يأمر به".


ودعا د. جمعة جميع المصريين إلى "التعقل وعدم الانسياق وراء الشائعات والترابط والتماسك ودحر الفتنه، حتى لا يصل المغرضون إلى غايتهم بالوقيعة بين أبناء الشعب المصري الواحد".


وأشار البيان إلى مواساة مفتي الجمهورية وعلماء دار الإفتاء لأسر الضحايا والمصابين، متمنين للجرحى الشفاء العاجل ولمصر وشعبها دوام الأمن والاستقرار.


وذكر البيان أن مفتي الجمهورية وجميع علماء دار الإفتاء، "إذ يدينون ويستنكرون بشدة هذا العمل الإجرامي الذي استهدف المواطنين الأبرياء والآمنين من المسيحيين والمسلمين، في محاولة خسيسة منهم لإشعال نار الفتنة بين أبناء هذا الوطن؛ يطالبون في نفس الوقت جميع المصريين بالتكاتف والوحدة والتآلف لمواجهة هؤلاء العابثين بأمن مصر ووحدة شعبها".
إدانات عربية ودولية


ودانت عدة دول عربية وأجنبية حادث الاعتداء الإرهابي، حيث قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية "إن المملكة العربية السعودية تابعت باستهجان شديد حادث التفجير الإرهابي الذي شهدته مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، ونجم عنه وفاة العديد من الضحايا الأبرياء وعدد من المصابين". وأضاف "إن المملكة تدين بشدة هذا العمل الإجرامي الذي لا يقره ديننا الإسلامي الحنيف، ولا تقره الأعراف والأخلاق الدولية".


ودان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الاعتداء، وأعرب في برقية بعث بها إلى نظيره المصري حسني مبارك عن تعازيه لذوي الضحايا وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل. وعبر عن حزنه وألمه البالغ لنبأ التفجير الآثم الذي استهدف الكنسية، مشدداً على وقوف روسيا إلى جانب مصر في النضال الحاسم ضد الإرهاب.


وأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن تعازيها لمصر قيادة وحكومة وشعباً ولأهالي الضحايا لهذا المصاب الذي تزامن مع دخول السنة الميلادية الجديدة.


وحث الأمين العام للمنظمة أكمل الدين أوغلو الشعب المصري على الالتفاف حول وحدتهم ومصالحهم العليا التي أكد أنها لن تأتي إلا من خلال الوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب الذي لا يميز بين عرق أو طائفة أو دين.

كما دانت سورية بشدة التفجير الإرهابي، وقال مصدر رسمي في تصريح لوكالة الأنباء السورية إن "سورية إذ ترى أن مثل هذه الجرائم الإرهابية إنما تستهدف الوحدة الوطنية والتعددية الدينية في مصر أو في غيرها من بلداننا العربية؛ تقف إلى جانب الشقيقة مصر في تصديها للإرهاب ومحاربتها لكل ما من شأنه الإضرار بالوحدة الوطنية المصرية".

كما دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشدة في برقية بعث بها إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك التفجير الإرهابي، وأكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في مصر في التصدي للإرهاب بكافة صوره وأشكاله ومن يقف ورائه، معرباً للرئيس مبارك ولأسر الضحايا عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الأليم.
مبارك يتعهد بملاحقة مرتكبي الحادث


الرئيس المصري حسني مبارك


وكان الرئيس المصري حسني مبارك تعهد اليوم بتعقب مرتكبي الحادث الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وملاحقة المتورطين فيه.


وأكد الرئيس المصري في كلمة له إلى الأمة، بثها التلفزيون المصري اليوم بعد ساعات على وقوع الحادث، أن انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي وقع ليلة أمس يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب.


وشدد الرئيس مبارك على "أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر، وأنه سيتم تعقب المخططين والمتورطين في الحادث"، مضيفاً: "دماء أبنائنا لن تضيع وسنقطع يد الإرهاب والمتربصين بأمن مصر".


وتابع: "إن هذا العمل الإرهابي هز ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع المصريين مسلمين وأقباطاً امتزجت دمائهم، لتقول إن مصر برمتها مستهدفة، وإن الإرهاب الأعمى لا يفرق بين قبطي ومسلم".


وأوضح أن دماء ضحايا العمل الإرهابي لن تضيع سدى، مشيراً إلى أن مصر هي المستهدفة من وراء الحادث الإجرامي، لافتاً إلى أن الإرهاب لا يزال متربصاً بمصر.
وأكد أن هذه العملية الإرهابية تعد غريبة على مصر ومجتمعها، وتحمل في طياتها أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة للإرهاب.


وكان الرئيس مبارك قد أصدر تعليماته في وقت سابق من اليوم بالإسراع في تحقيقات حادث الانفجار لكشف ملابسات هذا العمل الإجرامي وتعقب مرتكبيه ومن يقفون وراءهم. وأعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا، وأهاب بأبناء مصر أقباطاً ومسلمين أن يقفوا صفاً واحداً في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه. كما أمر بتوفير جميع الإمكانات لعلاج الجرحى، ووجه لسرعة ضبط الجناة.
حنا يطالب برحيل الحكومة


ميلاد حنا


وفي سياق متصل، وصف المفكر القبطي د. ميلاد حنا حادث كنيسة الإسكندرية بـ"الخطير والكبير"، مؤكداً أن الأقباط غاضبون. وأضاف: "هناك حالة غضب شعبي كبيرة تجاه هذه التفجيرات". وأشار إلى أن على الدولة أن تحاكم الإرهابيين المجرمين الذين يهددون استقرار مصر، وأرواح الأبرياء.


وطالب د. حنا بإقالة الحكومة إن لم تستطع القبض على الجناة خلال ساعات، موضحاً أن الحكومة تعاملت بصورة خاطئة في الحوادث السابقة، وتهاونت في الأخذ بثأر أرواح الأقباط الذين زهقت في حوادث سابقة. وأضاف بحسم: "الحكومة غير القادرة على توفير الأمن عليها أن ترحل".


وعن مدى مسؤولية تنظيم القاعدة عن الحادث أوضح د. حنا أنه لا يستبعد ضلوع القاعدة ولا حتى الموساد الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة أن يقوم الأمن بتحديد الجناة في أقرب وقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها