الاثنين، 3 يناير 2011

الجاسوس طارق : 'الموساد' حاول الحصول علي هواتف مسئولين مصريين لاستهدافهم

" "
كشفت اعترافات طارق عبدالرازق المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" سعي إلي الحصول علي أرقام هواتف كبار المسئولين المصريين، خصوصا في الوزارات الحساسة بهدف تنفيذ عمليات ضدهم في أي وقت.

ونقلت صحيفة "الشروق" عن المتهم قوله في تحقيقات نياية أمن الدولة: "ان ضباط "الموساد" أبلغوه أنه من خلال معرفة أرقام كبار المسئولين في الدولة فإنه يمكن للموساد معرفة أماكنهم في أي لحظة وتنفيذ أي عملية ضدهم، فضلا عن التجسس علي مكالماتهم".


كما كشف المتهم عن أن "الموساد" حاول التجسس علي السفارة المصرية في بكين من خلال دفع المتهم إلي التعامل معها وإمدادها بأجهزة حاسب آلي مزودة ببرامج تجسس خلال عملية إحلال وتجديد أجهزة الحاسب.

وقال المتهم في التحقيقات عن محاولة "الموساد" اختراق شركات الاتصالات المصرية: "في بداية شهر مارس/اذار 2010 كنت في العاصمة الصينية بكين أمارس حياتي الطبيعية، وكانت هناك اتصالات وإيميلات بيني وبين ضابط "الموساد" إيدي موشيه، وكلمني وقال لي تعالي علي جزيرة مكاو جنوب الصين، فسافرت إليه، ونزلت في الفندق، وكلمته ورحت قابلته في فندق آخر، وقال لي أنا عايزك تدور علي حد يشتغل معانا في "الموساد" من مصر في شركات المحمول سواء فودافون أو اتصالات أو موبينيل، وهذا الموضوع مهم جدا، وضروري يكون مهندس أو في خدمة العملاء في الشركات الثلاث لأن "الموساد" مهتم بقطاع الاتصالات في مصر".

واضاف المتهم "أنا قلت له أنا لا أعرف أي مهندس في مصر يعمل في مجال الاتصالات، وفي اليوم الثاني قابلت الضابط إيدي موشيه ومعه ضابط آخر اسمه جيفري، وحدثني باللغة العبرية، والضابط إيدي موشيه كان بيترجم، وقال لي الضابط إيدي أنا سأنشئ "إيميل" علي الانترنت، وسأكتب إعلان في الموقع إن شركتنا الوهمية تحتاج مهندسين مختصين في مجال الاتصالات أو التليفونات المحمولة في مصر، وسأعطيك الرقم السري الخاصة بالموقع كي تبحث الطلبات التي ستقدم من مصر، وتفرز الناس اللي تقدمت وتشوف من الذي يصلح يشتغل مع "الموساد"، وكل فترة تدخل علي الإيميل وتشوف الطلبات اللي تقدمت من المهندسين في شركات المحمول".

وتابع المتهم في اعترفاته قائلا "قال لي الضابط إيدي موشيه إن الموضوع مهم جدا جدا ولا بد تركز في المهندسين المتقدمين وبشرط يكون سبق لهم العمل في الشركات الثلاثة في خدمة العملاء أو المهندسين الفنيين، وتتابع علي طول الموقع، وبالفعل وإحنا قاعدين أنا وإيدي وجيفري عملنا الإعلان علي الإنترنت باسم شركة "هوشتك" ومقرها هونج كونج وتعمل في الاتصالات والتكنولوجيا، وكتبت: يسرنا الانضمام إلينا ، ورجعت بكين وكل فترة كنت أفتح الإيميل علشان أشوف الباحثين عن عمل كي أفرزهم وأختار منهم".

وأضاف المتهم أن ضابطي "الموساد" أبلغاه أن "الموساد" مهتم جدا بتجنيد عناصر في مجال الاتصالات لأن الهواتف الحديثة من السهل جدا مراقبتها ومعرفة مكان صاحبها، ولذلك التكنولوجيا الحديثة خصوصا في مجال الاتصالات متقدمة جدا، ولذلك جهاز "الموساد" مصمم يجند عناصر من مصر في مجال الاتصالات لأن من خلالها يقدر يعرف أرقام مسئولين كبار في الدولة ورجال أعمال ومسئولين في قطاعات مهمة في الدولة يقدروا يعرفوا أرقام تليفونات مهمة، خصوصا أن التليفونات الحديثة فيها خدمة الإنترنت ويقدر من خلال الأجهزة الحديثة يخترق شبكة الإنترنت لو توصل إلي رقم هاتفه ويقدر من خلالها يعرف مكانه والاتصالات اللي يقوم بها والأشخاص الذين يعرفهم ويقدر يتصنت علي التليفون ويتم تنفيذ عمليات ضدهم".


وبسؤال المتهم في التحقيقات ما هي البيانات التي حررتموها علي الموقع اجاب قائلا: "إحنا كتبنا علي الموقع إننا شركة هوشتك تعمل في مجال الاتصالات في هونج كونج ونرحب بالانضمام إلينا للعمل معنا".


وعن عدد الرسائل الإلكترونية التي تلقاها من خلال هذا الموقع اجاب المتهم: " نحو سبعة طلبات أو عشرة وعلي ما أتذكر أني تلقيت من مصر نحو أربع طلبات مهندسين وعاملين في مجال الكمبيوتر".


وبسؤاله عن رد فعل الضابط إيدي ضابط "الموساد" علي راغبي العمل ، اجاب قائلا "إنها لم تعجبه، لأن المهندسين الفنيين لم يتقدموا، وطلب مني البحث في طلبات أخري أوضح".


وبسؤاله هل استجبت لطلب المدعو إيدي ضابط "الموساد" لتغيير البيانات الواردة علي الموقع الإلكتروني اجاب طارق "لأ" ، معللا ذلك بانه " كان يرفض "ولم أرتح لتجنيد عناصر من مصر لذلك لم أهتم".


واشار المتهم الي ان إيدي ضابط "الموساد" قام بكتابة بيانات جديدة علي الموقع، " كتب نرغب في مهندسين وموظفي اتصالات في خدمة العملاء للانضمام إلي شركة هوشتك".


وأضاف المتهم "ان" الموساد" وجهه للاقتراب من العاملين بالسفارة المصرية ببكين بغرض دفعهم لشراء أجهزة كمبيوتر جديدة وبأسعار مخفضة حيث سيقوم القائم بالتشغيل "الضابط إيدي" بإمداده بأجهزة مزودة ببرامج تسمح لهم بالتنصت علي كل ما يتداول عليها من معلومات وذلك أثناء خطة الإحلال والتجديد لأجهزة الكمبيوتر بالسفارة المصرية".


وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد قامت بإعلان المتهم الأول في القضية طارق عبد الرازق حسين عيسي '37عاما' صاحب شركة استيراد وتصدير بقرار الاتهام، وأمر الإحالة في القضية بمحبسه بسجن مزرعة طرة، والذي تضمن إحالته وضابطي الموساد الإسرائيلي الهاربين إيدي موشيه وجوزيف ديمور إلي محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالقاهرة.


ويضم ملف القضية قرار الاتهام وأمر الإحالة وتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية مع المتهم ومذكرة التحريات الأمنية وأسماء شهود إثبات التهم ضد المتهمين وإفاداتهم، وكذلك الأحراز المضبوطة في القضية وغيرها من الأدوات التي استخدمها المتهم المحبوس طارق عبدالرازق في عمليات التخابر.


ونسبت نيابة أمن الدولة إلي المتهمين الثلاثة في قرار الاتهام، أنهم خلال الفترة من مايو/ايار 2008 وحتي أول أغسطس/اب 2010 داخل مصر وخارجها تخابروا مع من يعملون لحساب دولة أجنبية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق المتهم طارق عبدالرازق أثناء وجوده بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين علي العمل معهما، لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون في مجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد بغية الإضرار بالمصالح المصرية


كما نسبت النيابة إلي المتهم الأول "طارق عبدالرازق" أيضا أنه قام بعمل عدائي ضد دولتين أجنبيتين "سوريا ولبنان"، من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما، بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين، ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية علي إمدادها بتقارير وبمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع" الموساد"، ونقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا وكان من شأن ذلك تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها