الاثنين، 15 نوفمبر 2010

الإخوان الفاشلون ( في البحرين.. فقدوا مقاعدهم!) ( في الأردن قاطعوا الانتخابات واعلنوا ان المشاركة فيها حرام!) ( في مصر رقصوا علي السلالم وقطعوا في بعض )

" "
السؤال المحير: لماذا تصف السلطة الجماعة بالمحظورة وتترك مكتب الارشاد يجتمع بحرية تامة؟ هل تريد الحكومة بقاء الاخوان لاضفاء الشكل الديمقراطي علي الحياة السياسية في ظل حالة الموات التي تعانيها الاحزاب الشرعية؟
لايختلف اثنان علي ان جماعة الاخوان المسلمون تتسم بالتنظيم المحكم، حتي ان اي مفكر او منظر سياسي عندما يتحدث عن المعارضة المصرية او التيارات السياسية في مصر لايجد تيارا سياسيا يستحق ان يضعه في مواجهة الحزب الحاكم إلا التيار
الاسلامي المتمثل في الاخوان، لكن رغم ذلك لم يقدم الاخوان المسلمون شيئا يذكر علي صعيد المشاركة السياسية، علي مدي 80 عاما منذ نشأة الجماعة علي يد الشيخ حسن البنا عام 1928 . فقد أخطأ الاخوان عندما ظنوا ان شعار "الاسلام هو الحل" هو
الحصان الابيض الذي سوف يحمل مرشدهم الي سدة الحكم، فاعتمدوا علي ذلك الشعار الذي يجد قبولا في نفس كل مسلم، وهو ما انعكس علي فوز الاخوان باكبر عدد من المقاعد في تاريخهم وهو 88 مقعدا في انتخابات 2005
لكن الشعارالذي قد يصلح لهداية العاصي وحث الناس علي الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وأداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة، لايكفي لكسب انصار حقيقيين في المعارك السياسية، وهو ما سيتـأكد في الانتخابات القادمة التي حشد لها الاخوان قرابة 200 مرشح
تم قبول اوراق 80 منهم بالفعل، حيث يتوقع ان يكون مصير اخوان مصر مثل مصير اخوان البحرين الذين خسروا جميع مقاعدهم في الانتخابات الاخيرة بعد ان كانوا يستحوزون علي 5% من مقاعد مجلس النواب . وحتي لايتهمني البعض بالتجني اتوقع ان يحقق
الاخوان علي الاكثر ربع ماحققوه في انتخابات 2005 اي قرابة 22 مقعدا، السبب في رأيي ان الناخب اصبح علي قناعة ان الاخوان مثلهم مثل غيرهم وانهم بمقاعدهم التي وصلت 88 لم يفعلوا شيئا يذكر . . رغم ان مكتب الارشاد اصدر بيانا مطولا حول مايراه
انجازات فعلي مدار خمس سنوات قدم نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب نحو 17490 طلب إحاطة وسؤال، كما تقدَّموا كذلك بحوالي 320 بيانًا عاجلاً و4865 اقتراحًا برغبة، وقد شملت تلك الطلبات والأسئلة والاقتراحات مختلف لجان المجلس
..أمَّا عدد الاستجوابات التي تقدم بها النواب فقد وصلت 120 استجوابًا، تناولت أوجه التقصير والفساد الذي شاب معظم الأنشطة التي تمارسها الوزارات والهيئات المختلفة؛ تعرض بعض هذه الاستجوابات لتردي التعليم وسوء الأداء الإداري والاقتصادي لأجهزة الدولة،
كما تناولت تلوث البيئة ومياه الشرب ومحاربة الفساد والاحتكار، وحماية الأزهر والأوقاف وحماية الأخلاق والقيم الإسلامية، وحوادث النقل والمواصلات وانتهاكات الأجهزة الأمنية، ومحاربة الظواهر الاجتماعية السيئة إلي العمل علي رفع أجور العاملين بالدولة وغيرها من
الموضوعات التي أثارها نواب الإخوان تحت القبة.كما كان الأداء التشريعي لكتلة الإخوان لافتًا للانتباه؛ حيث تقدم نواب الكتلة بـ975 اقتراحًا بمشروع قانون منها مشروع قانون الكادر الخاص للأطباء، ومشروع قانون السلطة القضائية.
(الشعار هو الحل)
سواء كان بيان الانجازات التي عددها الاخوان صحيحا ام غير ذلك فإن الحقيقة التي لا مراء فيها ان نواب الاخوان لم يستطيعوا بكل هذا العدد من طلبات الاحاطة والاستجوابات والبيانات العاجلة فعل شيء ملموس للمواطن الذي منحهم صوته وافترض فيهم الصلاح وانه
بتسلحهم بسلاح الاسلام سوف يحدثون التحول المنشود في حياة المصريين الي الاحسن ..واصبح الكل علي قناعة ان الاخوان عندما تمسكوا بشعار " الاسلام هوالحل " رغم تحذير رئيس اللجنة العليا للانتخابات من استخدام اي شعارات دينية ومنها هذا الشعار ..
اعلن بعضهم بكل تحد انهم سوف يستخدمون هذا الشعار وان أحدا لن يستطيع منعهم .. وكأنهم يقولون ضمنيا إننا بدون هذا الشعار الذي يحمل الناخب المسلم مسئولية امام ربه سوف نخسر كل شيء. فالاخوان علي قناعة ان الشعب المصري متدين بطبعه
ويتعاطف مع كل من يحمل لواء الدين سواء كان اخوانيا او سلفيا او اصوليا او وهابيا، وهو ماتجلي في معارضة الكثيرين لقرار وقف عدد من القنوات الفضائية الدينية التي التف حولها المصريون وبشكل خاص النساء والعجائز منهن بالذات، رغم ماسببته هذه
القنوات من بلبلة بين الناس حول امور فرعية مثل النقاب فرض ام فضيلة وارضاع الكبير وتعدد الزوجات ناهيك عن التعرض للاديان الاخري دون ادني مراعاة لمشاعر الجارالذي يشاركك الوطن بما فيه من معاناة مشتركة وآمال وطموحات واحدة. لقد عبرت شخصيا في
مقال سابق عن رفضي اغلاق هذه القنوات فجأة ودون سابق انذار وقلت إن الامر كان يستلزم توجيه انذار للقائمين عليها مرة واثنتين وثلاثا قبل ان يصدر قرار الاغلاق .. لكن يبدو ان التسرع سمة غالبة علي متخذي القرارات في مصر مع ان الرجل الاول ورأس السلطة
الرئيس حسني مبارك يتسم بالتروي الشديد في اتخاذ القرارات وقد جنبنا بحكمته السقوط في فخاخ نصبت لنا وبلادنا كثيرا علي مدي العقود الثلاثة الماضية لكن يبدو ان متخذي القرارات من رئيس الوزراء ومن هم اقل منه في السلم الوظيفي لايتمتعون بهذه الحنكة
والتروي التي يتميز بها مبارك . . وهو ما يكلفنا الكثيرمن الخسائر ولولا تدخل الرئيس في نهاية المطاف ما وجدت اي قضية من القضايا الشائكة حلا قاطعا ..لقد فسر البعض اغلاق القنوات الاسلامية بأنه محاولة لقطع الطريق امام الاخوان المسلمين والمتعاطفين معهم
لاستغلال هذه القنوات كمنابر لاستقطاب المؤيدين من المتابعين لمشايخ هذه القنوات امثال صفوت حجازي ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب وغيرهم .. وقد يكون هذا التفسير منطقيا رغم ان بعض شيوخ الفضائيات ومنهم صفوت حجازي ارجع قرار الاغلاق الي
نظرية المؤامرة التي يشتهر بها العرب دائما ويعلقون عليها عجزهم وفشلهم وأوعز الي ان وراء القرار ضغوط امريكية
(عودة الروح)
المتابع لمسيرة الاخوان في سنوات مابعد السادات الذي يعود اليه الفضل في اعادتهم الي الحياة السياسية بعد اختفائهم تماما منذ حادث المنشية وحتي نهاية عهد عبد الناصر .. حيث بادر السادات بالافراج عن قادة الاخوان بعد شهور قليلة من توليه رئاسة البلاد
ثم اكمل الافراج عن باقي المعتقلين من الجماعة عام 1975 في محاولة منه كما يبدو لمواجهة التيار اليساري الناصري الذي بلغ أوج معارضته للنظام في عام 1977 بعد احداث 17 و 18 يناير التي لعب الشيوعيون والتيار اليساري بشكل عام الدور الاكبر في حشد
الجماهير ضد قرارات الدكتور القيسوني رفع اسعار السلع الاساسية وهو ماتحول الي انتفاضة شعبية وصفها السادات بانتفاضة الحرامية .. وبعد هذا التاريخ بدأ التيار الاسلامي ممثلا في الاخوان المسلمين بقيادة الشيخ عمر التلمساني يتحرك بحرية في اوساط
الشباب بعد ان اخذ الضوء الاخضر من السادات لمواجهة الشيوعيين . وانتهز الاخوان المسلمين الفرصة وقاموا ببناء التنظيم من جديد وافساح المجال للاجيال الجديدة للقيام بادوار محورية في مجالات تمثل عوامل جذب للشباب وبالذات من البسطاء مثل اقامة معارض
للكتب الاسلامية بأسعار زهيدة ومعارض لملابس المحجبات بسعر التكلفة وبدات تنتشر في أواخر السبعينيات واوائل الثمانينات ظاهرة الحجاب بشكل كبير حتي بات لباس المرأة المصرية خلال عقدين يختلف تماما عما كان سائدا قبل منتصف السبعينيات عندما بدا
التحرك الفعلي للاخوان في الشارع المصري بشكل عام وفي الاوساط الطلابية بشكل خاص.. وزاد من تنامي الظاهرة سفر اعداد كبيرة من المصريين وعائلاتهم للعمل في دول الخليج وبشكل خاص السعودية وتأثرهم باللباس السائد هناك حتي ان بعض المدرسات
اضطررن الي ارتداء الحجاب بعد ورود اسمائهن في كشوف الاعارة واعتدن عليه بعد ذلك خاصة انه يتسم بالحشمة والراحة في الحركة بسبب اتساعه وان كان الحجاب الذي نراه حاليا يمثل اشارة الي بدء تخلي الجيل الجديد من الفتيات تدريجيا عن ا لحجاب التقليدي
الذي ترتديه امهاتهن حيث نشاهد الفتيات يرتدين البنطلون الجينز المحزق وفوقه بلوزة شفافة ضيقة ثم تضع الفتاة علي رأسها طرحة تظهر اكثر مما تستر! واعتقد ان الصمت علي هذا التراجع في مستوي التزام المرأة في لباسها سوف يعود بنا الي عصر الميكروجيب
والميني جيب من جديد في زمن لايحتمل مزيدا من الاثارة للشباب والمراهقين
(شهر العسل)
لم يستمر تحرك الاخوان بحرية طويلا بمباركة ورضا النظام فما ان اعلن السادات عن مبادرته للصلح مع اسرائيل حتي اسدل الستار علي شهر العسل بين الجانبين ورغم محاولات التلمساني السيطرة علي جماعته وعدم الجنوح الي المواجهة مع النظام إلا ان الزمام
انفلت من بين اصابعه وظهرت جماعات جديدة من رحم الاخوان بفكر اشد تطرفا ووسائل اشد عنفا انتهت باغتيال الرئيس الراحل انور السادات في اكتوبر 1981 ليبدأ بعد ذلك عهد جديد من المواجهة بين الاخوان والجماعات التي خرجت من رحمها وسلطات الامن
نجحت فيها الاخيرة في القضاء علي الارهاب وملاحقة قادة الاخوان واعضاء الجماعة في كل مكان، لكن لم يصل الامر الي ماوصل اليه في عهد عبد الناصر حيث ترك النظام للاخوان مساحة وان كانت محدودة للتحرك وهو مايعد لغزا يبحث عن تفسير حتي الآن. فاذا كان
النظام يري في التيار الاسلامي خطرا حقيقيا فلماذا لم يسلك نفس مسلك عبد الناصر مع كوادره الاساسية؟ ولماذا ترك لهم حرية ممارسة العمل السياسي والتحالف مرة مع الوفد ومرة اخري مع حزب العمل وفي الحالتين تسبب ذلك في ضرب قوة وشعبية الوفد
وليبراليته في مقتل حتي انه يعاني من تبعات هذا التحالف مع الاخوان حتي الآن. اما حزب العمل فكان مصيره الاغلاق بعد ان سيطر عليه الاخوان تماما وحولوا توجهه من الاشتراكية المعتدلة التي تعد امتداداً لحزب مصر الفتاة الي راديكالية واضحة يرفضها النظام
تماما.
(الاغتيال)
لقد فشل الاخوان في القيام بأي دور ملموس لاصلاح الحياة السياسية في مصر وتطبيق ديمقراطية حقيقية تفسح المجال للحريات العامة وتلغي العمل بقانون الطوارئ وتشجع الشباب علي المشاركة السياسية الايجابية واختيار من يمثله في البرلمان .. وظلوا في
كل المراحل طرفاً صدامياً مع السلطة سواء قبل الثورة عندما اصطدموا مع ا لنقراشي ولم يجدوا وسيلة للتواصل معه الا الاغتيال وتكرر الامر مع عبد الناصر في حادث المنشية الذي يشكك البعض في وقوعه ويري انه كان مجرد تمثيلية للتخلص من الاخوان او ما
نشهده حاليا من تخبط وعشوائية حيث انضم الاخوان في البداية الي الجبهة الوطنية للتغيير برئاسة البرادعي واتفقوا علي مقاطعة الانتخابات وعاد مكتب الارشاد وبضغط من الكتلة البرلمانية برئاسة سعد الكتاتني وحمدي حسن ليتراجع عن مقاطعة الانتخابات..
( ديمقراطية الإخوان)
ظهرت لاول مرة علانية جبهة اخوانية معارضة لمكتب الارشاد واصدرت بيانا اعلنت فيه رفضها قرار المكتب بالمشاركة واصرارها علي المقاطعة.. ولم يقف الامر عند هذا الحد فخصومة الاخواني ليست خصومة عادية يمكن ان تنتهي وتصفي النفوس بسهولة وانما كما
حدث خصومه من نوع خاص يتحول فيها المتخاصمون الي اعداد يكيلون الاتهامات في الذمة المالية لبعضهم البعض وهو ماحدث فعلا بين حمدي حسن وخالد داوود ووصل امره الي تقدم الاخير ببلاغ للنائب العام ولم تفلح محاولات الدكتور محمود جامع والمستشار
محمود الخضيري لرأب الصدع بين الاخوانين المختلفين في مجرد موقف سياسي بسيط .. نشارك في الانتخابات او لانشارك؟ هل يستحق الامر ان يقطع بعضهما بعضا ويتسابقا في تبادل الاتهامات علي صفحات الجرائد؟ هل يمكن لمثل هؤلاء ان يسمحا بإقامة
ديمقراطية حقيقية تتعدد فيها الآراء وتختلف فيها الرؤي والغلبة لمن يدعم موقفه الاغلبية وما علي الآخر سوي الاقرار بما ينتهي اليه التصويت؟ للأسف الشواهد تؤكد ان الاخوان لايريدون الا السلطة بأي وسيلة ممكنة.. لكنني اقول لهم.. اتركوا السياسة لأهلها وتفرغوا
للدعوة والاعمال الخيرية.. اما اذا كانت السياسة تزغلل عيونكم فالباب مفتوح امامكم لتشكيل حزب سياسي غير ديني.. لكنني علي يقين ان اخوان مصر لن ينصلح حالهم حتي لو سمحت السلطة لهم بتشكيل حزب سياسي.. وليكن في اخوان الاردن المثل
والعبرة فرغم انضوائهم تحت لواء حزب سياسي معترف به الا انهم قاطعوا الانتخابات ووصل الامر ان أفتي بعضهم ان المشاركة في العملية الانتخابية حرام! ان اخوان مصر لايريدون حزبا فهم يفضلون العمل السري والعجيب الذي لا اجد له تفسيرا ان السلطة التي تعتبر
الاخوان جماعة محظورة تترك المرشد ومساعديه واعضاء مكتب الارشاد يجتمعون في مقر الجماعة جهارا نهارا.. وكأنهم حزب سياسي لايجوز الاقتراب منه او اقتحامه او حتي التنصت عليه.. ربما خوفا من اتهامها بالتجسس علي حزب سياسي شرعي علي غرار
فضيحة ووتر جيب التي اطاحت بالرئيس الامريكي نيكسون من البيت الابيض نقلا عن الخميس 

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    احب اعرفكم ان عدد الاخوان فى مدن القناة كلها اكبر من اى عددفى المحافظات الاخرى وان شاء الله لو نزلنا للشارع هنشيل أكفننا على ايدينا ينعيش كرماء ينموت شهداء من اجل انقاذ البلد من الفساد وعاوز ققول حاجة والله والله والله معظم الشباب لا أخون ولانعرف حاجة عن الاخوان بس ده من العيشة المرة الا تصعب على الكافر الا ارحم من الحكومة المستبدة وحاكمها ولما نشوف الحكومة مستعدة لنا على ايه لاهنخاف من الشرطة ولا من الجيش اطفال فلسطين بيقفو امام الدبابات الاسرائيلية وبيرمو عليهم بالحجارة وبدون خوف ليه لاأن بيدافع عن حريته من الاستعباد .

    ردحذف

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها