الأحد، 24 أكتوبر 2010

وليد بن طلال لايهمه سوى جني المال

" "
ميردوخ بات يقدم أكبر خدمة من نوعها لإسرائيل ألا وهي التغلغل شيئا فشيئا في بعض وسائل الإعلام العربية ، ففي 23 فبراير الماضي ، أعلنت مؤسسة "نيوز جروب" التي يملكها ميردوخ أنها قامت بشراء 9.09 بالمائة من مجموعة روتانا الإعلامية التابعة للمستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال وذلك فيما أسمته خطوة جديدة على طريق تعزيز التحالف الاستراتيجي الذي ربطهما على مدى السنوات الماضية .


ولم يقتصر الأمر على ما سبق ، حيث كشفت مؤسسة "نيوز جروب" أيضا أنها ستستثمر مبلغ 70 مليون دولار في أسهم جديدة أصدرتها مجموعة روتانا بل تمتلك أيضا خيار زيادة نسبة ملكيتها في المجموعة إلى 18.18 في المائة خلال عام ونصف.


وفي أول تعليق له على التطور السابق ، أعلن الأمير الوليد أن الاتفاقية الجديدة ستجلب خبرة تليفزيونية وأخرى في مجال إنتاج الأفلام إلى روتانا ، بالإضافة إلى خبرات في المجال التقني والنيوميديا.


ورغم أنه أكد أن هذا الاستثمار ليس ذا طابع تمويلي بالنسبة لروتانا التي لا تفتقر إلى التمويل ، إلا أن كثيرين رجحوا حرص الأمير السعودي على تعزيز تحالفه الاستثماري مع ميردوخ في إطار مساعيه لتوسيع وجوده الدولي بعد عام تكبدت فيه شركة روتانا تراجعا كبيرا في إيراداتها نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية ، ولعل هذا ما ظهر واضحا في تصريحات أدلى بها الوليد بعد اجتماعه مع ميردوخ في 14 يناير/كانون الثاني الماضي في نيويورك ، حيث أعلن حينها عن احتمال قيام تحالفات في المستقبل مع "نيوز جروب" ، مشيرا إلى أن روتانا بحاجة إلى مستشار مالي يساعد في نقل ملكيتها من القطاع الخاص إلى قطاع المساهمين .


وبالتزامن مع التصريحات السابقة ، كشفت تقارير صحفية أمريكية حينها أن "نيوز جروب" وهي الشركة الأم المالكة لـ "فوكس نيوز وداو جونز من بين مؤسسات أخرى" تعتزم شراء حصة في مجموعة روتانا التي يملكها الأمير الوليد في إطار خططها للتوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحقق بالفعل في 23 فبراير الماضي .


بل ويرجح البعض أن هناك المزيد من الصفقات في هذا الصدد بالنظر إلى أن الأمير الوليد لم يتردد على مدى السنوات الماضية في إظهار تحالفه ودعمه الشديد للتحالف الإعلامي مع ميردوخ .


ففي العام 2005 ، أعلن الوليد عن دعمه لميردوخ عبر استبدال الأسهم التي ليس لها حق التصويت وكانت تملكها شركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها في شركة نيوز جروب إلى أسهم لها حق التصويت ليصبح إجمالي الأسهم التي تملكها الشركة 5.7 في المائة.


وفي عام 2008 ، قام كل من الوليد وميردوخ برعاية اتفاقية لدخول قناة أفلام فوكس للعالم العربي من خلال شراكة بين شركتي روتانا ونيوز جروب ثم سرعان ما قامت روتانا وفوكس إنترناشيونال تشانلز بتوقيع اتفاقية مع شركة والت ديزني لتقديم مجموعة من البرامج في الشرق الأوسط.


وفي ضوء حقيقة أن الوليد يملك 5.7 في المائة من رأسمال شركة نيوز جروب ليكون بذلك ثاني أكبر مساهم في تلك الشركة التي يرأس مجلس إدارتها العاشق للصهيونية روبرت ميردوخ ، فإن الفرصة تبدو سانحة أمام الأخير لإقناع الأمير الوليد بزيادة حصته في "نيوز جروب" مقابل توسيع حصة امبراطور الإعلام الأمريكي في روتانا وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي يمتلكها الأمير الوليد وهو ما يفتح الباب واسعا أمام التغلغل الصهيوني في الثقافة العربية وهو ما لم تنجح إسرائيل في تحقيقه حتى الآن.


فمعروف أن الوليد يملك حصة 29.9 في المائة في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التي تقوم بنشر عدة صحف ومجلات بينها جريدة "الشرق الأوسط "، بالإضافة إلى قناة الإرسال اللبنانية الفضائية "ال بي سي سات" والتي يملك الوليد 90 في المائة منها .


وبالنظر إلى أن شركة روتانا تضم شبكتها التليفزيونية 5 قنوات فضائية وتملك مكتبة أفلام عربية كبيرة والعشرات من العقود لمشاهير الغناء في العالم العربي ، فإنه ما أن أعلن عن شراء ميردوخ 9.09 بالمائة من ملكيتها إلا وحبس العرب أنفاسهم باعتبار أن الأمر يمهد لتغلغل صهيوني واسع في التراث والثقافة العربية وهنا تكون وقعت الكارثة لأن الاحتلال مهما طال أمده فإن مصيره الزوال ، أما الغزو الثقافي فهو يبقى ويستفحل يوما بعد يوم بل ويؤدي في النهاية إلى طمس هوية وحضارة الشعوب المنكوبة به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها