"
"

البقاء لله توفي إلى رحمة الله تعالي كارم يحيى الصحفي بجريدة ” الأهرام” . نجل المرحوم المهندس ” يحيى سيد إسماعيل ” و المرحومة السيدة ” زينب أحمد حسن البارودي” سليلة رب السيف والقلم ” محمود سامي البارودي”، وشقيق الدكتور طبيب إيمان يحيى بجامعة “قناة السويس”.
إنه في مساء يوم الأحد 20 نوفمبر 2011 لقي وجه ربه فيما كان مايزيد على ثلاثين من خيرة شباب مصر يموتون برصاص الشرطة العسكرية والأمن المركزي في ميدان التحرير . و يلقى العسكر بجثث بعضهم فوق أكوام القمامة في جنبات الميدان. مشهد يعيد الى الذاكرة آخر لقطة في فيلم المخرج توفيق صالح ” المخدوعون” و أبطاله اللاجئين الفلسطينين الفارين من قمع دولة المخابرات الأردنية الى جحيم آبار النفط على مشارف مدينة الكويت في عقد الستينيات.
ظروف وفاة الفقيد غامضة . فلا أحد بإمكانه أن يجزم كيف مات ؟. هل أصابته مساء يوم 20 نوفمبر 2011 رصاصة من شرطة عسكرية أو فرقة صاعقة أو أمن مركزي أو أمن وطني ( دولة سابقا ) ؟.. أم مات كمدا على شباب كالورد يطاردهم العسكر في قلب القاهرة ويقتلون ويجرحون بنفس إجرامية و قسوة ما قبل 25 يناير ؟.. أم أنه فقد صوابه فأنتحر بعدما خدع نفسه بنفسه ، حين تخيل ضميرا حيا واحدا في جريدته . فكتب من جديد ” رسالة عاجلة الى زميلاتي وزملائي بالأهرام ” مثلما فعل يوم 31 يناير 2011 . وأخذ في رواية كل الفظاعات البربرية التي رآها من قوات قمع النظام العسكري الفاشي الفاسد في ميدان التحرير . وقام بتوزيعها على زملائه في جريدة “الأهرام” إنطلاقا من صالة وإجتماع مجلس التحرير اليومي . وفي الحالة الثانية مثل الأولى لم يتلق أي إتصال من قيادة أو زميل في الجريدة يستفسر بدافع الفضول الإنساني .. لا المهني الصحفي بالطبع ؟.. ويالسذاجته فهي نفس الوجوه ونفس الأساليب . أم أنه توفي قبلها بساعات حين وجد على مكتبه بالجريدة إخطارا كتابيا من أول رئيس تحرير بعد ثورة 25 يناير يبلغه بمنعه من النشر ؟
العزاء مساء الغد بأي من مساجد القاهرة لو وجد له مكانا .
ولا عزاء للسادة القتلة وميتى الضمير وخربي الذمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها