السبت، 13 نوفمبر 2010

أنهار العسل تتدفق في حلوان

" "

يقلم الكاتب الكبير / الاستاذ محمود بكرى  


لا ندري‮ .. ‬كم يساوي كرسي البرلمان في حلوان كي تهدر من أجله تلك الملايين '‬السايبة‮' ‬من الجنيهات أنهار من الفلوس يجري ضخها ليل نهار من أجل عيون سعادة الوزير المرشح‮.. ‬الشهد والعسل والسكر،‮ ‬وكل ما لذ وطاب في متناول أبناء حلوان هذه الأيام‮.. ‬لبن العصفور يصل معلباً،‮ ‬وجاهزاً،‮ ‬لسكان العزب،‮ ‬وقاطني الضواحي والعشوائيات،‮ ‬أجهزة الكمبيوتر،‮ ‬واللاب توب تغزو المناطق العشوائية،‮ ‬وتلك التي لم تصلها الكهرباء‮.. ‬ليس مهماً‮ ‬تشغيل الكمبيوتر،‮ ‬المهم أن‮ '‬الرسالة تصل‮' ‬وتؤكد أن الوزير‮ '‬سيد مشعل‮' ‬مرشح الدائرة الأولي بحلوان أقوي من الحكومة،‮ ‬فالحكومة بجلالة قدرها فشلت في تعيين الخريجين أو توظيف العاطلين،‮ ‬ولكن السيد الوزير ابتكر أسلوباً‮ ‬جديداً‮ ‬في التعامل مع المواطنين والعائلات،‮ ‬فرجاله ومعاونوه الذين فرغهم من وظائفهم،‮ ‬وكدسهم لقيادة حملته الانتخابية يجوبون منادر العائلات،‮ ‬والجمعيات،‮ ‬وأماكن التجمعات ليعرضوا هم بأنفسهم علي تلك العائلات أن تقدم كشوفاً‮ ‬بأسماء الراغبين في الالتحاق بوظيفة من بين أبنائها،‮ ‬لأن تأشيرة السيد الوزير جاهزة علي الفور،‮ ‬وأن التعيين في شركات الانتاج الحربي سوف يتم في‮ ‬غضون أيام‮.. ‬ليس مهماً‮ ‬لدي الوزير أن يحدث لهؤلاء ما حدث للعمالة المؤقتة في انتخابات ‮‬2005،‮ ‬يوم أن تم طردهم من الشركات بعد الانتخابات،‮ ‬ولكن المهم لدي هؤلاء أن تستمر عملية استنزاف أصوات الناس بالوعود والأوهام‮.‬
ما يجري في حلوان هذه الأيام يؤكد أن القانون تم منحه اجازة مفتوحة،‮ ‬وأن اللوائح المنظمة للعملية الانتخابية تم اغتيالها عمداً،‮ ‬وأن قواعد الشفافية والنزاهة التي وعد بها الرئيس يجري إهدارها بلا توقف،‮ ‬وبات السؤال الذي يشغل الجميع في حلوان،‮ ‬ومن يرصدون تداعيات معركة الوزير الانتخابية‮: ‬هل من حق الوزير استغلال كل هذه الإمكانات الجبارة لوزارة الانتاج الحربي من أجل تحقيق النجاح؟‮.. ‬كيف يتم ذلك علي حساب المال العام؟ ومن يحاسب من؟ وأين الأجهزة المكلفة بالرقابة والمتابعة؟‮.. ‬قلنا،‮ ‬ونقول مجدداً‮: ‬نحن لسنا ضد أن يحصل الناس علي بعض حقوقهم،‮ ‬ولكننا ضد أن يتم توظيف هذه الخدمات لصالح الحملة الانتخابية للوزير،‮ ‬لأن استخدام تلك الامكانات الهائلة إخلال بقواعد المساواة بين المرشحين، ‬كما يشكل تجاوزاً‮ ‬وخرقاً‮ ‬فاضحاً‮ ‬لقرار اللجنة العليا للانتخابات رقم‮ ‬5‮ ‬لسنة‮ ‬2007‮ ‬،‮ ‬فالقرار يؤكد بوضوح‮ '‬حظر استخدام المباني والمنشآت ووسائل النقل والانتقال المملوكة للدولة أو لشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام وللشركات التي تسهم الدولة في رأسمالها في الدعاية الانتخابية‮' ‬ولاشك أن الجميع يدركون ان شركات الانتاج الحربي،‮ ‬تابعة للدولة المصرية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يعد استخدام الوزير‮ '‬سيد مشعل‮' ‬واستغلاله لامكانات الوزارة في حملته الانتخابية تجاوزاً‮ ‬خطيراً ينبغي وقفه علي الفور‮.‬
إن الذين يوظفون امكانات الدولة والوزارة لخدمة الوزير المرشح يتصورون أن من شأن ذلك رفع أسهمهم المتهاوية،‮ ‬وشعبيتهم المتدنية في مواجهة نائب الشعب‮ '‬مصطفي بكري‮' ‬الذي لا يمتلك‮ ‬غير رصيد ثمين عند الناس،‮ ‬وهو خدمتهم،‮ ‬والصدق معهم،‮ ‬والتواجد بينهم،‮ ‬والدفاع عنهم،‮ ‬وهو رصيد أكبر بكثير من أموال الوزارة التي لن تنجح أبداً‮ ‬في شراء النفوس الشريفة‮.‬                




مصطفى بكرى رقم ( 4 )   رمز التليفون 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموقع غير مسئول عن التعليقات وكل التعليقات تعبر ان اصحابها